ماذا بعد الغربة

وماذا بعد الغربة …؟

مضى شهر …

لحظات تلو لحظات
وساعات تلو ساعات
وأيام تلو أيام
وأنا أتقلب في تلك الديار
ديار الغربة ..!
تارةً أندهش منها
وتارةً أتأمل فيها
وتارةً أركن إليها
وتارةً أوجل منها

ولا عجب !
إنه حدثٌ جديد في حياتي
وأمرٌ غريب على ناظري
أورد علي
تساؤلات وحيرة
وأجوبةً كثيرة

أولها
وماذا بعد الغربة ؟
فالغربة
كلمةٌ لازمتني طويلاً
كلمةٌ سرقت جزءاً كبيراً من تفكيري
كلمةٌ داهمتني في كل زمانٍ ومكان
وكيف بها الآن
وقد لبسِتُ وشاحها ؟
وكيف بي
وقد أصبحت في قبضة يدها ؟

نعم .. كيف بي؟
كيف بي وقد نصبت أروقتها حولي ؟
كيف بي وقد حاصرتني من كل مكان ؟
كيف بي وقد دقت أطنابها كي تحكم قبضتها علي ؟

ولا أدري ..؟
هل هي تخشى هروبي حباً لي؟
كي لا أفارقها
أم أنها أضمرت لي المتاعب والمصاعب؟
وتريدني أن أتجرعها

يالها من غربة!
اختلفت الأرض
واختلف الناس
واختلف حتى منطق اللسان

وكل هذا
في ظرف ساعات ..
بل سويعات

ولا أدري بعد ما تخبيه لي تلك الغربة
من غرائب مقبله
وعجائب قادمه
صحيحٌ أنني لست بالغيبِ عالم
ولكن ..
كلي أملٌ بعالم الغيب
أسأله التوفيق
وأسأله الإعانه
وأسأله الثبات
وأسأله الستر

فبلاد الغربة ،،
بلاد لا ترحم
بلاد لا تشفق
بلاد لا تعرف للإنسانية عنواناً ولا دليلاً .. إلا من رحم ربي فيها
وإني أراها الآن
باسمةً لي
جميلة .. كقمرٍ تجلى لنا بعد أن إكتمل
وأصبح في أبهى صوره

أني أراها الآن وكأنها لبست أجمل الحلي فرحاً بي
أراها وقد طُبِعت معالِمُ الخجل على وجنتيها الجميلتين … وأظنه حياءاً مني
وكأنها عذراءٌ ساعة لقيا زوجها الحنون

ولا أدري ..؟
أهي بسمات فرحٌ وسرور وبهجة وتفاؤل ؟
أم أنها بسمات ليث يتحين الفرصة ؟
لينهي كل أمل وبهجة
بل حتى كل حياة ,,, !

فاللهم ياحافظ احفظني بحفظك الذي لا ضياع بعده
واللهم يارحيم ارحمني برحمتك التي لا شقاء بعدها
واللهم يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك

وكل ما أرجوه منك
يامن تقرأ هذه الكلمات
أن تخصني بدعوة صادقة بظهر الغيب
فهذا كل ما ارجوه منك
وأنا في ديار الغربة

عبدالله السعدي

‎أضف رد:

‎بريدك الإلكتروني لن يظهر لأحد

‎مؤخرة الموقع

‎القائمة الجانبية المتحركة

من أنا

من أنا

عبدالله السعدي متخصص بالتقنية واستثماراتها وريادة الأعمال مهتم بالتجارة الذكية والتسويق والإقتصاد الجديد. يخصص بعض الوقت للتطوع لخدمة المجتمع والاعلام . كاتب في صحيفة سبق.

تغريدات